أقلعتُ عن حزني
ولا أدري لماذا كلمّا أقلعتُ
صرتُ معرَّضاً للحزنِ أكثر
صرتُ أجلسُ في المدى
وأعدُّ غيمَ الحقلِ
أو أمضي فأصطادُ البحيرةَ
ثم أطلقها
فيا اللهُ كمْ صارتْ قناديلي ؟
دنا مني وأطلقَ من يدي جسدي
وقال: بُنَي _ فانفجرتْ بهِ سِنةٌ ونامْ
_.
الياسمينةُ فوقَ سورِ البيتِ
تعبرُ نحو جارتنا
تجسُّ حنينها
وتحطُّ فوقَ عريشةِ الأجسادِ
جارتنا
– أطلُّ إليكِ مثلَّ الياسمينةِ –
تغسلُ العشّاقَ
تنشرهمْ على كتفِ الكلامِ
وتنحني
يرتاحُ صدرُ الثوبِ
يا اللهُ كم جننتني التفّاح مكتنزٌ
فما ذنبي أنا التفّاحُ مكتنزٌ
وعادَ الباعةُ المتجولونَ من الرواتبِ
عادَ حقلٌ ضائعٌ للبيتِ ..
جارتنا
ترتبُّ نهدها
وتعيدُ وضعَ النهرِ في قمصانها
أقلعتُ / ..
قال طبيبيَ اللغوي
أنتَ معرَّضٌ للشعرِ والمعنى
ستدخلكَ القصيدةُ
...
_ طافتْ امرأةٌ مهيأةٌ _
فقلتُ لصاحبي
: دخلتْ تغيِّرُ في القصيدةِ ثوبها
فخجلتُ عن نفسي
وجارتنا
تحطُّ بشعرها قمراً
وتمضي وحدها في البئرِ
ترفعُ نجمةً سقطتْ عن الليلِ / انتبهتُ
رأيتُ تفّاحاً تساقطَ
كنتُ أكبرُ في ثيابي دونَ قصدٍ واضحٍ
كبروا
وكان السورُ يكبرُ بينهمْ
نضجتْ على اسمي بعض أسماءٍ
وكنتُ إذا دخلتُ على القصيدةِ يدخلُ
الفقراءُ
تدخلُ جارةُ التفّاحِ
تسألُ جارةٌ عن جارها /
: يمضي من الإيمانِ للمقهى
ومن صفةٍ إلى صفةٍ
ويسهو حين يرجعُ أنَّهمْ قتلوهُ
يسهو / أن يواصلَ دورهُ
تستيقظُ الفتياتُ من أحلامهنَ
وتُسقطُ الصغرى على حجرِ البلاغةِ
عشقها السري / ينكسرُ الكلامُ
وتسقطُ اللغةُ الجريحةُ في إناء الماءِ
أخرى تستعدُّ على بديهتها
وتدخلُ دورةً في الحبِّ
يسهو وحدهُ
ينسلُّ خيطُ حديثهِ في الدربِ
تعلقُ غيمةٌ
ويضيءُ جيبَ قميصهِ ثقبُ الرصاصةِ
ينتحي في الشكِ
هل كنتُ البديلَ ؟
فأينَ خبَّأتِ الرصاصةُ موتها !
يسهو القتيلُ كقاتلٍ
ويواصلانِ الموتَ ..
قال القاتلُ انهضْ _ للضحيةِ _
كي نسيرْ.
أقلعتُ عن موتي
ولا أدري لماذا كلما أقلعتُ
صرتَ تموتُ عنِّي
جارتي شهدتْ
فكيفَ قتلتَ غيري كي تواصل موتهُ عنَّا !
تقولُ أمامَ محكمةِ الطوارئ
جارةٌ:
كانوا إذا قُتِلوا لأولِ مرةٍ
يتبادلونَ خريطةَ الطيرانِ
كان الطابقُ الأرضي ..
تسهو
ثم تدخلُ صمتها. |