السيدة النبية

 

 

 

أفردها على فارعِ حزني، يرتعشُ كرزها وكمثراها، ينشب لذيذ اشتهاءٍ من أقراطها، تستوقدُ حرائقي وتمضي.

 

تُسقطُ ثمرتيها على عشبِ صدري، تشرعُ جسدها، تكملُ/ تتكاملُ، ناضجةً حدَّ الفجيعةِ، أرتكبها فتتحوا، تغتسل بطهرانيةِ مائي، أعمّدها نبيةَ الشهوةِ، صدِّيقةَ الوحشِ.

 

هذه الجليلةُ، تُنزلُ سِلالَ تفاحها مدارج اللمسِ، أعجنها بمائي فتورقُ، تسقطُ من غيمها، من جسدِ النارِ إلى النارِ، من العزلةِ للتداخل، من الصمتِ للتأوهِ، أفرشها/ أفتح الشبابيكَ يضاجعها الضوءُ، فتحبل بي.

 

أنا الذي شفَّ، أنا الضالعُ في الخطيئةِ، أنا الذي خالطهُ الماءُ فتمازجَ أنا الرحمةُ، الروحُ التي لا تسأل عنها فإنها أمري، أنا الضغينةُ / الحقدُ، أنا الذاهبُ في الخلقِ وواردها،

 

فقولي

إذا جاءكِ الملكانِ وسألاكِ من هو؟ قولي : المجنونُ

وما جسدكِ ؟ / : هبة لهُ،

إذا سألاكِ عن نهديكِ ؟ قولي وهبتهُ الحليبَ والعسلَ ، وهبتهُ حقلي، تفاحي، نهري يرده فيبتلُّ، فيضفُ لهُ فيخضرُّ، وينبتُ قمحا،

 

إذا سألاكِ هل أتاكِ ؟

قولي : يردني من حيث يشاءُ، فأتكوثرُ، أنا رهينتهُ القاتلةُ ووريثتهُ، أنا الخلقتهُ من ضلعي وهو مدينٌ لي بالرجوعِ،

أنا سويتهُ ونفختُ فيهِ، فنفخَ فيَّ جسدهُ وماءهُ، فتكاملَ طفلاً يخلق سماواتهِ، يعبثُ به النضجُ والولهُ،

 كفضةٍ حين تسيلُ على جسدي أتباركُ، وأخلدُ للجنونِ من الرغبةِ،

 

قولي:

يشفُّ جسدهُ كما تشفُّ ثيابي كرزتاي، فتزهرُ شفتاهُ،

 

لقد نضج الخوخُ وحانَ اقترافهُ، الرحيقُ وحانَ ينزلهُ على مهلٍ، فتخضرِّي وتثمري، أحقُ عليكِ تحقِ لي، فأتناولكِ النصلَ بالنصلِ، الفاكهةَ بالحمى، أحقكِ تتحققينَ،

فأتناولكِ من أينَ أيتها النبيةُ ؟

من أمامٍ فأجدكِ ماثلةَ القتلِ، من وراءٍ فيلتهبُ في كفيَّ الرمانُ، فتنثلمي تتكسري ، من أينَ، فأجدكِ تتكاثرينَ، أنا الفريسةُ/ الطريدةُ/ السهمُ/ الفخُّ، فأشرعي أشرعي الجسدَ، أتآدمُ أكثر

أقتحمكِ .. أشعلكِ .. أدخلكِ .. أمزقكِ .. أقبلكِ .. ألمسكِ .. أهمس بكِ أكثر

أيتها الأنوثةُ التحبلُ بالماءِ فكيفَ بفادحِ رجولةٍ

 

قولي:

أَلمسُ تفاحي وكمثراي، تتدفقُ أنتَ، باركني باركني بالحمى والسهرِ والعضِّ.

أرثكَ .. وترحلُ.