مرآة البحرين (خاص): في سابقة تاريخية هي الأولى
من نوعها، تمّ رفع العلم البحريني على بلدية
فايمار (Weimar) مدينة الأديب غوته والمسرحي شيلر،
وذلك بعد احتفاء عمدتها بالشاعر والكاتب البحريني
علي الجلاوي، بحضور الصحافة الألمانية، وقد تمّ
منحه جائزة كاتب مقيم من قبل المدينة ومنظمة (PEN)
العالمية.
العلم الأحمر ذو المثلثات البيضاء رفرف هذه المرة
ليس احتفاءٍ بوفد حكومي، أو شخصية حكومية، بل
احتفاء بأديب بحريني، أديب لم توفده الحكومة ضمن
مهرجانتها التسويقية أو الثقافية، بل جاء مهاجراً
من جحيم وطنه، الذي ضاق بكلمات الحرية. احتفاء
بأغنية الحرية التي يحملها هذا الأديب وسط ربيع
أمته العربية، خفق العلم البحريني لأول مرة في
التاريخ على مبنى مدينة عاصمة الثقافة الأوربية (فايمار).
علي الجلاوي الكاتب البحريني الذي تقطعت به السبل
دون وطنه، احتجز بالعاصمة البريطانية لندن، قرابة
الشهر، قبل أن يرحل إلىى مطار المدينة الألمانية
هامبرغ، ثم إلى معسكر اللاجئين في مدينة ترير
الألمانية، القريبة من الحدود الفرنسية، وبتدخل
منظمات حقوقية وفكرية وأدبية، قامت منظمة العفو
الدولية وبمساعدة كل من منظمة (PEN) العالمية،
ومدير مهرجان برلين العالمي، وعمدة مدينة فايمار،
بوضع منحة كاتب مقيم بين يدي الجلاوي، وتم نقله
على أثر ذلك من معسكر اللآجئين في ترير، التي قضى
فيها قرابة العشرة أيام، إلى عاصمة الثقافة
الأوربية (فايمار).
إن الوضع السياسي المربك في البحرين، جعل من قضية
الجلاوي، أقرب إلى قضية رأي عام في ألمانيا، فخلال
الأسابيع الماضية تناقلت الصحف العربية والأجنبية
خبر إعطاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجيش
السعودي الضوء الأخضر للدخول إلى البحرين، عبر
استراتيجية الصمت وغض البصر وعدم إتخاذ أي إجراء
لردع هذا القرار، وقد أنكرت لاحقاً برلين معرفة
ميركل بذلك. وسط هذا الجدل السياسي ظهرت قضية
الجلاوي في ألمانيا، فسارعت الصحافة الألمانية،
وعلى رأسها صحيفة (شبيغل)، والراديو الألماني، إلى
عمل لقاءات مع الجلاوي(1)، بشأن قضيته كلاجئ،
وبشأن الأحداث في البحرين.
صرّح الجلاوي لمرآة البحرين تعليقا على احتفاء
المدينة به: "لست مقاتلا، وخرجت هربا من الاعتقال
في البحرين، في حين بقي أبناء وطني يصارعون القمع
بصدورهم العارية، إن تكريمي ككاتب بحريني في مدينة
عريقة مثل هذه المدينة، بقدر ما يبعث الفخر فإنه
يبعث الحزن، فلماذا يتم تكريمنا خارج أوطاننا، في
حين تُكْرمنا أوطاننا بمطاردتها واعتقالها لنا،
وقتلها للكتاب والصحفيين، بصورة سافرة كما حدث مع
جريمة قتل الناشر كريم فخراوي والمدون زكريا
العشيري وتعذيب الصحافي فيصل هيات" وبشأن إمكانية
عودة الجلاوي للبحرين، في حال وجود وساطات مقربة
للدولة تؤمن سلامته، قال الجلاوي لمرآة البحرين:"
قبل أن تدعوني لبيت، دعني أطمئن إلى أن هذا البيت
ليس آيلاً للسقوط، بعد القتل والسجن والاغتصاب
والإبادة وإرهاب الدولة الذي مارسته السلطة في
البحرين، لا توجد مصداقية لها كحكومة، ولا يمكنك
أن تطمئن على حياتك قبل حريتك فيها". |