وطن بلا وطن

 

 

 

أطفئ سماءك

لم تعد لمراكبي مرسى

بقدر الحزن تخلق جنة

يا ربُّ

ما قدر الذي حتى من الحزن العظيم

                       نفته أنظمة البغاءْ

 

أغفو

وحزن الناس في عيني

يوقظني

فتلتهب القصيدة في يدي

وأجنُّ ، ما زمنٌ

تعلّمت الرجال به طقوس الانحناءْ

 

دولٌ بلا لونٍ

بلا – والله – رائحةٍ

          ولا في وجهها شكلٌ وماءْ

 

ويقال

ما انتخب العباد تجيءُ

قائمة المشيئة وحدها

فتشاء أنتَ أو الشعوب الصفر

               إن النفط يفعلُ ما يشاءْ

 

ويقال

ما انتحب العباد

بلى

     وربك يكذبونْ

 

أوَلَمْ نريكم كيف تنتخب الشعوب سكوتها

ونوزع الباقي

على الدول الصديقة

           ثم أنتم تضحكونَ وأنكم

من جنة الدستور لا عدتمْ

ولا عدنا

      ولاهم يحزنونْ

 

قل ما تشاءْ

واصنع على ظهر الشعوب بلادكم

وامنح بمكرمةٍ لهذا أو لذاكَ

             فلست تمنحهُ شموخ الكبرياءْ

 

لا المال لا التجنيس

قد يعطيك شعباً

إنه

يعطيك من درك البلادِ

إلى جهاز الأمنِ مرتزقٌ بمرتزقٍ

ورتبتهم بحسب غبائهم

حتى تنازل عن مناصبه احتراماً

                    من غبائهم الغباءْ

 

فاصدع بأمر العدلِ

إنَّ الدم خلف الباب منتظرٌ

            وفي كفيه قائمة الدماءْ

 

وأعود

لا لغتي تهادنني ولا قدري

ولا أنثى

أقول لها هبيني

حين يزهر نهدها تفاحتي الأولى

أنا لا تسأليني لم أر منفى بمثل بلادنا

وطنٌ يضيق بأهله ؟!

لا تسأليني

إننا جئنا إلى أوطاننا غرباءْ

 

غرباءُ

حتى الحزن لم نحسن قراءتهُ

ولم ندرك لماذا

كلما ضحكت بوجه قلوبنا الأفراحُ

                       خامرنا البكاءْ

 

 وأطلُّ

أحسب أنني عند المنامة واقفاً

أجتاز

أدخلها من الحزن القديم

    : كأنها كبرت !

فتسألني كأنّا ما عرفنا بعضنا

 : من أنت ؟

تخنقني الدموعُ

وتنطفي في داخلي الصلوات

آهٍ

حين لا يجد الغريب بأرضه أرضاً

ولا وطن به وطناً

ولا يجد المنامةَ

 

فاعذريني

إن أنا عن غير قصدٍ

هزّني حزني

فإن بطينتي عجن الحسين

فكيف أغفو

     أين ما وليت ثمة كربلاءْ

 

وأعود

قلبي متعبٌ

و أجرُّ جنبي حزن أيامي

ألملمُ بعض أفراحي التي انكسرت

أنا ...

وأقولُ :

ذي بلدي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ

          شعبي وإن رفض النظام بقية الشرفاءْ.