*يبدو
أنَّ العظماء يئسوا من عالمنا فبدءوا ينسحبون
واحداً بعد الآخر.
رأيتُكَ بينَ حواري دمشقَ
الفتى العربيَ الذي
كانَ يمسحُ أحزانَهُ
فوقَ جدرانها الحجريةِ ليلَ شتاءْ
وكانَ الندى نائماً في يديهِ
تدثَّرَ باليتمِ عاصمةً
واختفى في ممرِ الكلامِ غناءْ
رأيتُكَ مُنحدراً من ظفارْ
تأخرَّ عنكَ
القطارُ إلى الضفةِ القادمةْ
تنامُ على دمكَ المستباحِ سماءْ
رأيتُكَ في اللغةِ الكاتمةْ
نبيا .. وجرحُكَ أكثرُ من أنْ يُعارْ
رأيتُكَ
حينَ مسحتَ على رأسِ نخلِ بلادي
رأيتُكَ في كلِّ وجهٍ أراهُ
وكانتْ دمشقُ
التي عرفتْ حزنكَ الآنَ
أصغرُ من أنْ تشاءْ
فيا آخرَ الأنبياءْ
دمشقُ تعودُ
وجثتكَ الآنَ تبقى تعلِّمنا الكبرياءْ
ويا آخرَ الأوصياءْ
تركناكَ تغرقُ وحدكَ ثم رجعنا
فعذراً إذا قصمتْ ظهرنا كربلاءْ
رأيتُكَ
في زمنٍ خاطئٍ
زمنٍ ضيقٍ دونَ قاماتكمْ
غادرَتْهُ من اليأسِ قافلةُ العظماءْ
ودمشقُ تعودُ
تعودُ إلى يتمها
مثلَ طفلٍ يعودُ إلى لعبةٍ كُسِرتْ
ويعودُ يغمّسُ أحلامهُ في البكاءْ
رأيتُكَ يا آخرَ الشرفاءْ
على شرفةٍ
والطريقُ يؤدي إلى دمكَ الحرِّ
كيفَ عبرْتَ الزمانَ
نزلتَ إلى قامةِ الشهداءْ.
|