وطنية

 

 

  

أَأتوبُ ؟

وقد حاصرني رغم الشوق جنون الصمتِ

انفضَّ على كفيَّ

كأنَّ الفستق يركض فيَّ

ويتركني لليلِ سراةً

           قد حالفها النَصَبُ

 

مبتلاً - لا أبحثُ عن مأوىً -

بجموعِ البصاصينَ

وكأسَ الشعرِ

يزقزقُ فيها أو فيَّ التأويلُ

ثمالةُ عشقٍ ما تركتْ

للكتمِ عليَّ ثياباً من خجلٍ

وانسحَّ على جنبيَّ النطقُ

                وشفَّ لبابي الطربُ

 

التبغُ

وما عتَّقهُ الضلعُ

وكلُّ دخانِ العمر إذا يلتمُّ

وقد ألتمُّ

وليس هنالكَ من رتقٍ قد عالج

مني على خارطة الروحِ الروحِ الحمى

                             أو يأخذها السَرَبُ

 

وأظلُّ أقلّبُ خاوي الظنَّ

تقلّبني كفاهُ بلا ظنٍ

وكأنَّ أقولُ

الصدقُ . الصدقُ . الصدقُ ..

وأقربُ منهُ لحبلِ الروحِ

            إلى ما لستُ أشاءُ التعبُ

 

أَأتوبُ !

ويغفر شيطاني ما قلتُ ؟!

: وربكَ

  شفَّ على رسغيكَ الكذبُ الكذبُ

  وشيءٌ ثالثَ لا أعرفهُ

  كلُ الصدقِ الصدقِ عليكَ كتابٌ

  تعطينا للخمرةِ كأساً أو كأساً

  ما قال نبي الحانةِ غير كفاكَ

  وقمتَ الليلَ .. الليلَ

                       الليلَ ..

        على أطرافِ الدهر تُلَّمُ وتنسكبُ.

 

قد جئتُ

و بين زقاق الحي الخادرِ

طوَّحني التوحيدُ

أطلُّ على ما لستُ أراهُ

وأمسحُ وحدتهُ

فيجسُ الرفض بصمتي يمنحني

ما كنتُ سأمنحهُ

من أنتَ

وماذا تفعلُ حيثُ يراكَ البصاصونَ

       جهاز القمعِ السابعِ أو يدْركَ اللَغَبُ

 

ولستُ أراكَ على السدَّينِ

يآجيجاً يا سيدُ

إن جمَّعتَ لها الأسبابَ فلستَ تحولُ

                        وإنْ يتْبعْكَ السببُ

 

و الضوءُ الضوءُ يشفُّ

أراكَ الظلَّ الواقفَ

يأخذني ضحكٌ أعمى

وأجرُّ خطايَ فتهربُ مني

كيفَ أكونُ بلا ظلٍ ؟

يا سيدُ حتّى البصاصينَ ..

أظلُّ وحيداً

أضحكُ أضحكُ أو يقتلني الغضبُ

 

أأتوبُ ؟

إذاً من أين سيأكلُ أبناء الطابور السابعِ

أمْ ماذا ..

         اللعنةُ .

لا شكَ بأنَّ النادلَ وطنيٌ جداً.