الفارس العربي

 

 

 

عبرنا إلى الفارسِ القادمِ المتأخرِ عن فجرهِ

وانتظرنا

ولكنَّ ليلى تذوبُ على ساعدٍ غيرِ ساعدِ قيسٍ

وطفلتهُ أنجبتهُ

    على عتباتِ الأزقةِ وسطَ الجليلْ

 

فيا ربُّ

كلُّ الممراتِ تُفضي إلى دمنا

والسكونُ يعمُّ

ولا ضفة تفتحُ البابَ إلا القتيلْ

 

لاجئونَ .. نعمْ

فاعطنا موتنا ضفةً ضفتينِ

فنحنُ عرايا ونخجلُ

إن بقيتْ بعض عوراتنا

    عرضةَ النظر المستطيلْ

 

فيا أيها النخلُ

كيف يؤب إلى دمهِ الجرحُ

والملصقات تندد بالصمتِ ؟!

آمنتُ

أن النخيل إذا ما علا قهرها تكسر المستحيلْ

 

وآمنتُ

أن الحجارة إن حوصرتْ تنطوي

ثم تدلع من رحمها النار

تُغرق وجه الحياةِ 

تدبُّ على الدهر رباً

فكيف تشاء يكون سراطاً

       وكيف تشاءُ يكونُ السبيلْ

 

فغفران كل النخيل إذا غضبتْ

لستُ أَهذي

إذا قلتُ إن الحجارة في قبضات النخيلِ نبيٌّ

تنزَّل بالدم ضد الألى انبطحوا

في ممر التناوبِ و انفتقوا سلسبيلْ

 

خجلٌ كم أنا

وبكفيَ أغلق وجهي عن الناس

أهرب من خارجي

لستُ أدري

وأدخل في رئتيَ انتحاراً بطيءً

                ألوذ بحزني الجميلْ   

 

قبضتي لهبٌ

وعيوني شظايا الرصاصِ

وفي جسدي النار

كيف احترقتُ

ولمَّا يزل في دمي ألفُ قنبلةٍ وفتيلْ

 

أيا لعنتي الأوسطيُّ

تقول النخيلُ

لكل الألى دخلوا حفرةً

إن طفلاً على أرض عِزةَ يصنع معجزةً

و انبطاحاتكم لستُ أُجلي

من الشجب معروضةٌ للبغاء الطويلْ

 

وتقول

إذا خاف كرش زنيم من النار

فلينتحِ جانباً

والنخيل ستكمل ما خطَّهُ الدمُّ

إن الزمان زمان الحجارة

ما دونها باطلٌ

باطلٌ قمة مررتْ عرضها

إن ما يفصل النصر عن غيرهِ

           أنهُ حجر دونهُ لا بديلْ

      

***

 وعبرنا إلى الفارس القادم المتأخر عن فجرهِ

وانتظرنا

ولكنهُ أتقن الموت في اللامكانِ

تعرّى من المجد واندسَّ بين البغايا

    أقام بحمد البوارجِ أنظمة اللا دليلْ

 

فيا ربُّ

كل الممرات تفضي إلى دمنا

والقيامة مسجورة في دمي

كيف يُغلقني الصمتُ

وانفتحتْ في يدي كربلاء الجليلْ

 

أقيم على جسدي

أتصفّحُ ما ترك الحزن من بقعٍ

لستُ أبصرُ

إلا المنافي مدائن يبتزّها الانحناء النبيلْ ؟

 

وانتظرنا يمر القطار

وكل القطارات مرت ولم تتوقف على دمنا

وحقائبنا أصبحت يدَنا

نتجوّل ملتصقين بظهر الجدارِ

وكلٌ بحسبِ محطتهِ

يتعلَّم كيف يخون شجاعتهُ بسؤالٍ ذليلْ

 

نتبرّع بالنظراتِ ولا فارس جاءَ ؟!

كل القطارات مرت

ولا فارسٌ جاءَ ..لا شيء

لا شيء إلا الصفير تقيأ أحزانه فوقنا

ويبول علينا المسافر

      يمنحنا لحظة الدفء والزنجبيلْ

 

فيا ربُّ

كل القطارات لا فارسٌ ونغنّي؟

وترصد فينا الجماركُ بعض الأغاني مهربةً

فتصادرنا باسم أمن البلادِ

وباسم الوقاية من صحوةِ الأرخبيلْ

 

نسير وليس الأمامُ أماماً

وكنا نسير على نفسنا وقْفَ صمتٍ

تنازع في إرثهِ الأنبياءُ المقيمون خلف مكاتبهمْ

يقرؤون الجرائد مقلوبةً

       ويقيسون أعضاءهم بعفافٍ بخيلْ

 

كفرتُ

بهذا الذي لا يجيء

سوى دمِ حيضٍ

فهل نسي السيف ( معتصماهُ)

وهل نسيتْ خيلهُ في حناجرها بالبريدِ

                             كتابَ الصهيلْ؟

 

كفرتُ

وآمنتُ أن الحجارة إن حوصرت تنطوي

ثم تدلع من رحمها النار

تُغرق وجه الحياة

تدبُّ على الدهر ربّاً

وآمنتُ

أن النخيل إذا ما علا قهرها تكسر المستحيلْ.