كقهوة أمكَ نرجس

 

 

 

كبرتُ سريعاً كأغنيةٍ لم تُغنّى.

 

كنايٍ قديمٍ يحطُّ أصابعَهُ في ثقوبِ الكلامِ،

يجرُّ إلى صدره الريحَ،

يفتحُ غمّازتينِ،

ويعقدُ بينهما يخط معنى.

 

كنايٍ قديمٍ

يُضيفُ الموسيقى لكأسِ النبيذِ

ويجمع أحفادهُ حوله..

وكنايٍ

سيجرفُ ثلجَ الرزانةِ عن بابهِ

ثم ينسى

سيثلجُ رأسكَ وجّهتَ قلبكَ أنّى

 

كبرتُ سريعاً

أقول لأمي فتبسمُ:

هذا بياضُ القناديلِ في القلبِ يا ولدي

مثلَ جدكَ (جعفرْ)

 

وهذي الدموع السريعة مثل الوداع

لأمكَ (نرجسُ)،

لكنكَ ازددتَ حزناً كقهوتها

ولأنك مني كقهوتها ازددتَ لكن بسكَّرْ

 

 

وأقول لها:

صرتُ أشربها دونما سكرٍ

فتقولُ: اكتفي بالذي فيك.

 

آهٍ كبرتُ

وصرتُ أزور الطبيب

أرتبُ مكتبتي ومواعيد قلبي صباحا

 

تعلّمتُ شيئا من الرقصِ

لكنني دون قصدٍ

رضضتُ جميع أصابع قلبي،

        فعالجني بالحياءِ السكوتُ

 

كبرتُ بكل المحطاتِ

مثل قطارٍ عجوزٍ

سيرجع للبيت حين يموتُ

 

كبرتُ

كأغنية لم تغنّى.

 

كنايٍ يحطُّ أصابعَهُ في ثقوبِ الكلامِ،

يحاولُ

يصطادُ ذاكرتين بمعنى.