عن غيمة تسرُّ لأختها

 

 

 


عن أبي.. عني أقولُ:
- لغيمة جلستْ تُسرُّ لأختها –
أن الفتى شتل القصيدة في إناء الماء
لكنَّ الصبية أعشبت يدها على حجر
وأجلسني – على حجرٍ نبيٍ – آخرٌ حجرُ

فيا ولدي انتبه
إن القصيدة لا تنام على سرير العابرين
فلا تثق بالماءِ
لن تستدرج البحر الذكي يداك بعد الآن
يا ولدي...
يعودُ لصمته
انطفأت بعينيهِ سماءٌ مرة أخرى

ولكني وجدتُ البحر يستلقي على فستانها
البحر يخرج من وقار البحر
يعبر شارع الناجين للمقهى..
أبي..
والبحر ينهض عن ملابسه
وينزلُ في القصيدةِ سائحا يسهو
فيدلق قهوة المعنى على هذيانهِ

والبحر يمشي خارج الميناء
مبتسما
أنيقا في بساطتهِ
يجرُّ "السبتَ" من أذنيه
يأخذ منه أعقاب السجائرِ
ثم يدفعه إلى "رزنامة" الأيامْ.

و البحر..
/ لم تملك شراعاً؟
قلتُ: يا أبتِ الفتى تبعته غيمته إلى المقهى
وإبرةُ قلبه علقت بنجمٍ
يا أبي
هذي رواية غيمة نزلت إلى ماء الكلام

وأنت... هل صدّقتَ؟
يا أبتِ الفتى شتل القصيدة في إناء الماءِ
لكنَّ الصبية يا أبي
جلستْ إليهِ تخيطُ سقفَ سمائها
إن الصبية مثلنا تسهو على خجلٍ
فينزل ربها في كفها
غطتهُ بالأخرى فنامْ

هذي رواية غيمة نزلت إلى ماء الكلامْ.